نظام الدين عيد

تعليم اللغة العربية للناطقين بها وللناطقين بغيرها


اعلان

LightBlog

الأحد، 16 يونيو 2019

الرجل المتكبر وبائعة السمن -قصة عن حسن التدبير وإدارة الأزمات

اليوم سنحكي لكم قصة تحمل في طياتها عبرة لكل من سولت له نفسه أن يحتقر الناس ويعتدي عليهم بالباطل.
كان رجل متكبر يتجول في السوق عليه من حسن الهيئة والزهو ما لا يعلمه إلا الله.
فمرت به امرأة تبيع السمن.
فقال لها ماذا تبيعين يا امرأة ؟
فردت بإحترام : أبيع سمنا ياسيدي.
فقال لها: أرني.
وعندما أرادت أن تنزل جرة السمن من فوق رأسها إنزلق منها بعض السمن على ثيابه، فغضب الرجل غضبا شديدا.
وقال لها: لن أبرح الأرض حتى تعطيني ثمن الثوب.
فبدأت المرأة المسكينة تستعطفه وتقول له: خل عني ياسيدي فأنا امرأة مسكينة.
وهذا زاد من تكبره وتعنته وطغيانه عليها وأصر قائلا: لن أبرح الأرض حتى تعطيني ثمن الثوب.
فسألته: وكم ثمن الثوب؟
قال: ألف درهم .
فقالت له: أنا امرأة فقيرة فمن أين لي بألف درهم؟!
قال لها: لا شأن لي بذلك المهم عندي أن تعطيني ثمن الثوب.
فقالت له: إرحمني ياسيدي ولا تفضحني. 
وبينما هو يتهدد بائعة السمن ويتوعدها إذ أقبل عليهم شاب فقال لها:
ما شأنك يا امرأة؟ 
فقصت عليه ماجرى ب
ينها وبين الرجل.
فقال الشاب: أنا ادفع ثمن الثوب فأخرج ألف درهم.
فعدها الرجل المتكبر وقبل أن يبرح المكان قال له الشاب على رسلك أيها الرجل.
فرد عليه ذلك المتكبر متسائلا: ماذا تريد؟
فقال له: هل أخذت ثمن الثوب؟
قال: نعم.
فقال له الشاب: فأين الثوب إذا؟
قال: ولم!؟
قال الشاب: قد أعطيناك ثمنه فأعطنا الثوب.
قال الرجل المتكبر: وأسير عاريا!؟
قال الشاب: لا شأن لي ذلك شأنك.
قال الرجل المتكبر: وإن لم أعطك الثوب؟
قال: تعطينا الثمن.
قال الرجل المتكبر: الألف درهم؟
قال الشاب: كلا بل الثمن الذي نطلبه؟!
فقال الرجل المتكبر: لقد دفعت لي ألف درهم.
فقال الشاب: لاشأن لك بما دفعت.
فقال له الرجل: وكم تريد؟!
قال الشاب: ألفي درهم.
فقال له المتكبر: هذا كثير.
قال الشاب: إذن فأعطنا ثوبنا.
قال الرجل: أتريد أن تفضحني؟!
قال الشاب: كما كنت تريد أن تفضح المرأة المسكينة!
فقال الرجل المتكبر: هذا ظلم.
قال الشاب: الآن تتكلم عن الظلم.
فخجل الرجل المتكبر وأعاد المال للشاب وعفى عن المرأة.
وتلك اللحظة أعلن الشاب والناس مجتمعون يشاهدون الواقعة أن المال هدية للمرأة المسكينة.
إدارة النزاعات تتطلب حكمة وتضحية والحياة ليست بالكبر والتعالي. 
لا تأسف على إحترامك وخدمتك وطيبتك للناس.
ولا تحزن إذا لم يقدر أحد طيبتك فالعصافير تغرد كل يوم ولا أحد يشكرها ومع هذا فإنها تستمر بالتغريد.
نظرة الناس لك تختلف فهناك من يراك سيئ وآخر يراك جيد وآخر يراك رائع وآخر لايراك شيئا
ووحده الله تعالى من يراك على حقيقتك.
فإجعل الله تعالی هو همك ومرادك ومقصدك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox