نظام الدين عيد

تعليم اللغة العربية للناطقين بها وللناطقين بغيرها


اعلان

LightBlog

الأحد، 16 يونيو 2019

والسماء وما بناها ... إعراب ما

يكرر للفائدة والتذكر

بينما كنت أقرأ بعضا من الآيات ملحقا القراءة بالإعراب فاستوقفني قوله تعالى: والسماء ومابناها"،

وقد علمنا مدرسونا _جزاهم الله خيراً_ أن الاسم الموصول الدال على العاقل(من) وعلى غير العاقل(ما).

وللوهلة الأولى استبعدت إعراب (ما) كاسم موصول بتقدير ( الذي) واستقوى وجه إعرابها (مصدرية) بتأويل القسم"والسماء وبنيانها والأرض وطحيانها ونفس وتسويتها".ملتفتا بعدها بالضمير بقوله" فألهمها فجورها وتقواها"

واعتمدت في ذلك على سياق البداية بقوله تعالى"والشمس وضحاها....."

وفي يوم ود وعلم أمام أستاذنا وشيخنا في عفرين نوه للأمر بكون (ما) بمعنى الذي في هذا السياق.فقررت التمعن في موضوعها ليس بطريق الشك بل اتباعاً للمنهج الإبراهيمي" ولكن ليطمئن قلبي" فبحثت فوجدت واستجدت وقررت مشاركة أهل الخير الموضوع آملاً الفائدة

جاء في (أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن) للشنقيطي "وَقَوْلُهُ: وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا، قِيلَ: «مَا» بِمَعْنَى الَّذِي، وَجِيءَ بِهَا بَدَلًا عَنْ «مَنْ» الَّتِي لِأُولِي الْعِلْمِ ; لِإِشْعَارِهَا مَعْنَى الْوَصْفِيَّةِ، أَيْ: «وَالسَّمَاءِ» وَالْقَادِرِ الَّذِي «بَنَاهَا» ، وَكَذَلِكَ مَا بَعْدَهَا فِي «الْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا وَنَفْسٍ» ، وَالْحَكِيمِ الْعَلِيمِ «الَّذِي سِوَّاهَا» ، وَ «مَا» مُشْتَرَكٌ بَيْنَ الْعَالِمِ وَغَيْرِهِ، كَقَوْلِهِ: وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ [109 \ 3] ، وَمِثْلِهِ: فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ [4 \ 3] 

وسنختصر الكلام بقول أثير الدين الأندلسي صاحب كتاب( لبحر المحيط في التفسير الذي جمع آراء بعض العلماء في هذه المسألة(وَمَا فِي قَوْلِهِ: وَما بَناها، وَمَا طَحاها، وَمَا سَوَّاها، بِمَعْنَى الَّذِي، قَالَهُ الْحَسَنُ وَمُجَاهِدٌ وَأَبُو عُبَيْدَةَ، وَاخْتَارَهُ الطَّبَرِيُّ، قَالُوا: لِأَنَّ مَا تَقَعُ عَلَى أُولِي الْعِلْمِ وَغَيْرِهِمْ.

وَقِيلَ: مَصْدَرِيَّةٌ، قَالَهُ قَتَادَةُ وَالْمُبَرِّدُ وَالزَّجَّاجُ، وَهَذَا قَوْلُ مَنْ ذَهَبَ إِلَى أن ما لا تقع عَلَى آحَادِ أُولِي الْعِلْمِ.

وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: جُعِلَتْ مَصْدَرِيَّةً، وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ لِقَوْلِهِ: فَأَلْهَمَها، وَمَا يُؤَدِّي إِلَيْهِ مِنْ فَسَادِ النَّظْمِ وَالْوَجْهُ أَنْ تَكُونَ مَوْصُولَةً، وَإِنَّمَا أُوثِرَتْ عَلَى مَنْ لِإِرَادَةِ مَعْنَى الْوَصْفِيَّةِ، كَأَنَّهُ قِيلَ: وَالسَّمَاءِ وَالْقَادِرِ الْعَظِيمِ الَّذِي بَنَاهَا، وَنَفْسٍ وَالْحَكِيمِ الْبَاهِرِ الْحِكْمَةِ الَّذِي سَوَّاهَا، وَفِي كَلَامِهِمْ سُبْحَانَ مَنْ سَخَّرَكُنَّ لَنَا، انْتَهَى.

وكذا رأي صاحب البحر المديد في التفسير.

فيجوز فيها الوجهان :وجه الموصولية ووجه المصدرية ولكل رأيه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox